تعتبر مشكلة تساقط الشعر من احدى المشكلات التجميلية التي تعترضنا بكثرة في الآونة الأخيرة. وعلى الرغم من الإعتقاد بأنها ظاهرة خاصة بالرجال، إلا أن هناك الكثيرات ممن يعانين من نفس المشكلة. ومن الطبيعي أن يتفاوت عدد الخصلات المتساقطة يومياً بين 50 و 100 خصلة. بينما تعتبر الحالة التي يزيد فيها عدد الخصلات عن ذلك، من الحالات التي تستدعي استشارة طبيب مختص. وعلى الرغم من أن طرق علاج تساقط الشعر المتنوعة كتقنية PRP، و ليزر الشعر من الحد من تساقط الشعر إلا أنها تكون غير كافية لدى الأفراد الذين يعانون من الصلع، الأمر الذي يتطلب اجراء عملية زراعة شعر عليهم.
تعتبر عملية زراعة الشعر إحدى الحلول الدائمة والطبيعية للقضاء على مشكلة الصلع وقلة الشعر المتولدة من تساقط الشعر. ويتم اقتطاف بصيلات الشعر المقاومة للتساقط بناء على تركيبته الوراثية والمتواجدة في منطقة الرقبة لتُزرع في القنوات المفتوحة لدى المنطقة المعرضة للصلع أو التساقط عن طريق الزراعة. وتُعد عملية زراعة الشعر من احدى العمليات الجراحية الدقيقة والتي تُجرى بعد التخدير الموضعي. الأمر الذي يتطلب اجرائها في المراكز الطبية و على يد طبيب مختص.
المراحل الأساسية لزراعة الشعر
تُجرى عملية زراعة الشعر في ثلاث مراحل على النحو التالي:
1. اقتطاف بصيلات الشعر
بعد اعداد المنطقة المانحة لإجراء العملية، يتم اقتطاف بصيلات الشعرة بصيلة بصيلة بواسطة محرك FUE. ومن الضروري ألا تتعرض هذه البصيلات لأي ضرر ما في هذه الأثناء. كما تحتوي هذه البصيلات التي تدعى "الطعوم" على 2-3 خصلة شعر.
2. كيفية فتح القنوات
تتأثر كيفية فتح القنوات بأحجام وأبعاد صحيحة بالمنطقة المتواجدة فيها، على نسبة نمو الشعر المزروع. كما ينبغي الإعتناء بفتح قنوات متناسبة مع مدى طول و حجم بصيلة الشعر المزروع. من ناحية أخرى ينبغي التركيز على زواية القنوات للحصول على منظر طبيعي للغاية.
3. زرع البصيلات بالقنوات المفتوحة
وأخيراً يتم زرع بصيلات الشعر المقتطفة بصيلة بصيلة في القنوات المفتوحة بزوايا تتفاوت درجاتها بين 40 – 45، وتنتهي عملية زراعة الشعر.
التقنية الأكثر استحداثاً في زراعة الشعر: منهج (FUE)
تقنية FUE هي عبارة عن عملية جراحية دقيقة تُجرى تحت تأثير التخدير الموضعي، والتي يتم فيها اقتطاف أحدث البصيلات التقنية في زراعة الشعر بواسطة تقنية محرك بالغ الدقة. وتُعد هذه التقنية بمثابة حجر الأساس لجميع أساليب زراعة الشعر.
لاشك أن جميع المراحل الأساسية المتبعة في زراعة الشعر متطابقة.من اقتطاف البصيلات، وفتح القنوات، وزرع البصيلات في هذه القنوات. إنما الفارق الذي يفصل بين الطرق، هي الأجهزة المستخدمة في اقتطاف البصيلات، إلى جانب الآلآت الطبية المستخدمة أثناء فتح القنوات وزراعة الشعر، وبالتالي يلعب هذا الفارق دوره في تسمية الأساليب المتبعة لزراعة الشعر.
التقنيات المستخدمة في عملية زراعة الشعر
تُطبق الأساليب التالية لزراعة الشعر في الوقت الحاضر. كما يُطبق كل أسلوب بطريقة خاصة وفقاً لمتطلبات المريض. ويصدر القرار المتعلق باختيار نوع التقنية التي ستتبع في اجراء العملية بالمشاورة الجارية بين الطبيب و المريض.
1.عملية جراحية روبوتية للشعر
يتم اقتطاف بصيلات الشعر بواسطة روبوت زراعة الشعر عند تطبيق هذه الطريقة. وبعد فتح القنوات بنفس الروبوت، تُزرع البصيلات المقتطفة بطريقة يدوية.
2. زراعة الشعر بتقنية DHI (دون حلاقة)
تُجرى عملية تجمع بين اقتطاف بصيلات الشعر وزرعها في نفس الوقت بواسطة قلم طبي يعرف باسم (choi) عند اتباع هذه الطريقة التي أطلق عليها اسم زراعة الشعر مباشرة. وترتفع نسبة احتفاظ الطعوم بسلامتها لمدة أطول بفضل بقاء بصيلات الشعر التي ستُزرع في أجواء خارجية لمدة أقل.
3. زراعة الشعر بتقنية الياقوت الأزرق (Sapphire)
يُستخدم في هذه التقنية قلماً ذو حافة خاصة مصنوعة من الياقوت الأزرق بدلاً عن الشق المعدني عند فتح القنوات. أما بالنسبة للفارق الذي يُميز هذه التقنية فهي الحافة الياقوتية الزرقاء التي تُقلل من تكوّن القشور وتقلل من مدة التحسن، وبالتالي تتيح فرصة فتح القنوات الأكثر دقة والبالغة في الصغر.
4.زراعة الشعر بتقنية (FUE) العادي
تُزرع بصيلات الشعر المقتطفة بواسطة محرك دقيق، وتوضع في القنوات المفتوحة يدوياً.
الفترة الزمنية التي تستغرقها عملية زراعة الشعر والمرحلة التالية لها
ما هي المدة التي تستغرقها عملية زراعة الشعر وهل هي مريحة؟
تستغرق عملية زراعة الشعر مدة تتفاوت بين 6 – 7 ساعات. ولا يُستخدم التخدير العام البتة اثناء اجراء العملية، كما لا يُخدر المريض. بحيث تُجرى العملية بعد التخدير الموضعي أو حقن المريض بجرعة من المُهدئ و اثناء التحدث مع المريض.
هل يشعر المريض بأي ألم أثناء اجراء عملية زراعة الشعر ؟
إن احساس المريض بأي ألم ما أثناء اجراء عملية زراعة الشعر بعد التخدير الموضعي ضئيل للغاية. وهناك تطبيق آخر قد يُستخدم مع التخدير الموضعي ألا وهو حقن المهدئات( sedation) .بحيث تصبح عملية زراعة الشعر بمثابة حلم يحلم به المرضى الذين يعانون من التوتر والتحمس بدرجة بالغة.
كم يوماً ينبغي تخصيصه لزراعة الشعر؟
يكفي للمريض أن يخصص 3 أيام لزراعة الشعر بعد الأخذ بعين الإعتبار المراحل السابقة واللاحقة لها. وتتضمن هذه الأيام الثلاثة على ما يلي:
اليوم 1 الأول (زراعة الشعر):
تُجرى عمليات زراعة الشعر و العلاج بواسطة PRP في المستشفى.
اليوم 2 (المراجعة):
يُستضاف المريض في المستشفى مرة أخرى للتأكد من سلامة بصيلات الشعر، وعدم تعرضه لأي نزيف أو اصابته بإلتهاب ما.
اليوم 3 (الغسل الأول):
بعدما يُستدعى المريض لغسل شعره للمرة الأولى عقب العملية، يُضاف لوشن خاص على المناطق المزروعة وينتظر المريض لمدة 20 دق. بعدها تبدأ عملية الغسل المحترفة التي تجرى بدقة تامة.
المرحلة التالية لليوم 3
تستمر عملية غسل الشعر لمدة 8 أيام. وبإمكان المريض أن يُباشر العملية بنفسه باستثناء اليوم الأول. وسيشرح لكم الطبيب طريقة الغسل بالتفصيل الممل. وبإمكانكم تفضيل اجراء الغسل في المستشفى خلال الأيام 8 حسب الرغبة. وتنتهي عملية تساقط القشور بعد الغسلة الثامنة.
اليوم 10
في نهاية المرحلة التي استغرقت 10 أيام والتي تتضمن الزراعة + المراجعة + الغسل 8، ستصل إلى مرحلة قل فيها التهيجات بنسبة 80%، وسيكون شكل الشعر شبيهاً بالحلاقة القصيرة.
تتفاوت مدة الحصول على النتيجة المطلوبة بين 6 و 18 شهراً.